شفط الدهون

تعتبر عملية شفط الدهون من أكثر العمليات التي يتم اجراؤها في مركز جراحة التجميل في الدوحة قطر و هي عملية تهدف في المقام الأول إلى التخلص من الدهون الغير مرغوب بها تحت الجلد من أي موضع من الجسم.
أكثر المواضع في الجسم التي يتم شفط الدهون منها هي:
أسفل الذقن ( الذقن المزدوجة) – الذراعين – الثدي – البطن – الأرداف – منطقة الفخذ – حول الركبة – سمانة الرجل .
لا بد من التأكيد على أن عملية شفط الدهون هي ليست وسيلة لإنقاص الوزن الزائد كما هو شائع عند كثير من الناس و لكنها تهدف للتخلص من الشحوم الزائدة و التي فشلت محاولات التخلص منها سواء بطرق الرجيم الغذائي أو الرياضة, أو بالعمليات الجراحية.
.
من هنا يتضح أن أفضل النتائج لعملية شفط الدهون يمكن الحصول عليها مع المرضى أصحاب الوزن المعتدل ممن يعانون من وجود بعض التجمعات الشحمية في مواضع معينة في الجسم والتي كما سبق وأن ذكرنا لم يمكن التخلص منها بطرق الرجيم التقليدية كالحمية الغذائية والتمارين الرياضية.
ننصح من يقدم على إجراء عملية شفط دهون بأهمية المحافظة على وزنه خاصة في الأشهر الأولى بعد الشفط.
.
إن اختيار المريض المناسب للعملية المناسبة هو أحد أهم أسرار وأهم ضمانات نجاح العملية. المريض المقدم على إجراء عملية شفط للدهون يجب أن يكون متمتعا بصحة جيدة ومستقر نفسيا وأن يكون واقعي من حيث التوقعات التي ينتظرها من الجراحة. أهم من ذلك كله أن يكون صاحب جلد متماسك غير مترهل حتى نضمن أفضل النتائج. كما هو معلوم فإن وجود جلد مرتخي سوف يستلزم بالضرورة إجراء عملية أخرى في المستقبل للتخلص من الجلد الزائد بعد شفط الدهون حيث أن الجلد المترهل لا يأخذ الشكل الجديد الذي اكتسبه الجسم في هذه الحالة. من هذا يتضح لنا أهمية حالة الجلد قبل إجراء الشفط فإذا كان الجلد قد تأثر في الماضي نتيجة زيادة الوزن المتبوعة بالرجيم مما يترتب عليه فقدان الجلد لمظهره المشدود والمتماسك فالشفط لن يحسن حالة الجلد الغير مستوي السطح. إذا كان الترهل الجلدي بسيط فإنه في هذه الحالة يمكننا مع إجراء الشفط الاستعانة بأجهزة الشد مثل حهاز رينوفيون (جي بلازما) الذي يعتمد على تقنية الراديوفريكوانسي لشد الجلد. كذلك فإن عملية شفط الدهون لا يجب إجراؤها إذا كان الموضع المزمع شفطه قد أجريت فيه عملية جراحية حديثا أو أن يكون هذا الموضع يعاني من ضعف في الدورة الدموية.
.
أيضا لا يجب إجراء هذه الجراحة لمرضى القلب أو من يعانون من امراض مزمنة في الصدر.
.
و هنا يجب أن نميز بين الشحوم المتراكمة وراثيا” و الشحوم المتراكمة نتيجة التغذية والسمنة, فالأولى تبقى حتى بعد إجراء حمية غذائية, ولا تعود بعد شفطها, و هي تتواجد عادة في منطقة الفخذ والكتف وخلف الرقبة وفي منطقة الظهر, و غالبا” ما تكون هذه المواصفات موجودة عند عدة أفراد في العائلة: البنت والأم والخالة الجدّة , أما شحوم السمنة فيكون تواجد أغلبها في البطن وهذه الشحوم قابلة للعودة بعد الشفط اذا لم يحافظ المريض على غذاؤه, وهي قابلة للزوال بعد حمية غذائية مناسبة مع ممارسة نشاط رياضي مناسب. وفي كل الأحوال إن الكمية التي يمكن شفطها يجب أن لا تتجاوز الخمسة أو الستة كغ ولكن هذا غالبا” يكفي كي يكون حافزا ليستمر المريض في الجهد الهادف لإنقاص وزنه.
إن الذي لا شك فيه هو أن التغيرات التي تحدثها عملية شفط الدهون سوف يكون لها مردود طيب في إصلاح المظهر العام وفي إعادة الثقة بالنفس إلى أبعد الحدود.
عملية الشفط تتم من خلال عمل فتحات صغيرة وفي مواضع قد اختيرت بعناية كبيرة حتى يمكن إخفاؤها بحيث لا تترك جروحا ذات أثر ظاهر للعيان. هذه الفتحات يتم من خلالها إدخال الأنبوب المتصل بجهاز الشفط.
عملية شفط الدهون قد يتم إجراؤها تحت مخدر كامل في المستشفى إذا كان المراد شفط الدهون من اكثر من موضع بالجسم وبكمية كبيرة وإن كان في بعض الحالات يتم إجراؤها بمخدر موضعي وفي عيادة خارجية الأمر الذي أصبح أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة وذلك بحثا عن تقليل المصاريف ومن أجل راحة المريض حيث أن نسبة كبيرة من المرضى تفضل عمليات اليوم الواحد والعودة إلى منزلها في نفس اليوم. هذا الأسلوب يمكن تطبيقه إذا كانت العملية محدودة. في حالة التخدير الموضعي يتم حقن المنطقة المزمع شفطها بالمخدر حتى لا يحس المريض بأي ألم أثناء العملية و إن كان المريض على وعي كامل لما يدور حوله, كذلك يمكن إعطاؤه بالإضافة إلى التخدير الموضعي حقنة مهدئ كي تساعد على توفير أكبر قدر من الراحة والاسترخاء خلال إجراء العملية.
الوقت الذي تستغرقه العملية قد يتفاوت إلى حد كبير من نصف ساعة إلى عدة ساعات حسب عدد الأماكن التي سوف تخضع للعلاج وكمية الشحوم المزمع شفطها.
بعد انتهاء عملية الشفط قد يفضل الجراح إدخال أنبوب بلاستيكي دقيق من الجلد إلى الجرح لمدة يوم أو اثنين و ذلك لسحب أي سوائل متكونة و لضمان عدم حدوث تجمع دموي أو التهاب في موضع العملية. خاصة عند استخدام الفيزر في الشفط. كذلك يتم وضع أربطة ضاغطة من النوع المطاط أو ما يشبه الجوارب المطاطة حول المكان الذي تم شفطه وذلك بهدف تقليل التورم ولمساعدة الجلد كي يستعيد تماسكه و ليأخذ الشكل الجديد الذي اكتسبه الجسم بعد الشفط. قد يحتاج الأمر إلى ارتداء هذا المشد بصفة مستمرة ليلا و نهارا لمدة أسبوعين أو ثلاثة ثم أثناء اليوم فقط لعدة أسابيع أخرى.
النتيجة النهائية لعملية شفط الدهون لا تظهر مباشرة بل على العكس قد يلاحظ المريض زيادة طفيفة في الوزن ويجد منطقة الشفط بها كدمات و تورمات مؤقتة تزول بمرور الوقت. عادة يستطيع المريض الحركة و السير خلال يوم أو اثنين من العملية يتوقف هذا إلى حد كبير حسب كمية وموضع الدهون التي تم شفطها.
رغم أن عملية شفط الدهون تعتبر عادة من العمليات الآمنة إلى حد كبير والتي لا تمثل خطورة على المريض فضلا عن أن تتسبب في حدوث مضاعفات جانبية إلا أن هناك نسبة ضئيلة جدا من المضاعفات البسيطة التي قد تحدث لبعض المرضى. من أمثلة هذه المضاعفات حدوث تجمع لبعض السوائل تحت الجلد – حدوث بقع جلدية داكنة في منطقة الشفط – حدوث تعرجات و بعض الترهل بالجلد.
يستطيع المريض عادة العودة إلى مقر عمله خلال يومين أو ثلاثة وإن كان في بعض الحالات قد يتأخر ذلك لمدة أسبوعين حسب نوع العملية. كذلك العودة إلى النشاط اليومي المعتاد يتوقف إلى حد كبير على مقدار الشفط وعلى الحلة العامة للمريض. الانتفاخ و التغير الحادث للون الجلد في موضع العملية عادة يزول خلال شهر أو شهرين من عملية الشفط.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا, هل ستدوم نتيجة عملية الشفط مدى الحياة؟ الإجابة نعم بشرط الاستمرار في اتباع نظام غذائي مناسب مع المحافظة على الرياضة المنتظمة